هذا
الكتاب هو الجزء الأول الذي ننشره من مجموع المؤلفات الفلسفية لموقف الدين عبد
اللطيف بين يوسف البغدادي (629هـ/1231م)؛ وهو يضم مجموعة من نصوصه التي تنظر في
موضوعات فلسفية وطبية وعلمية، كما تعرض لقاضيا إبستمولوجية وأخلاقية تتعلق بالممارسين
للطب والفلسفة والصنعة (الكمياء).
هذه
النصوص ذات أهمية كبرى. وتكمن هذه الأخيرة، في تقديرنا، في أربعة أمور على الأقل:
أولها أنها نصوص ذات قيمة فلسفية وعلمية معتبرة؛ وثانيها، كونها وثيقة يمكن
اعتمادها، من بين وثائق أخرى، لرصد الوضيعة التي وصلت إليها العلوم والصنائع،
كالفلسفة والطب والكيمياء، في عصر البغدادي؛ وثالث الأمور التي تظهر أهمية هذه
النصوص هي أنها غنية جدا، لا فقط بثقافتها الفلسفية والطبية والعلمية التي تحيل
عليها وإنما أيضا بسعتها الأدبية والبلاغية؛ ورابع الأمور أن هذه النصوص تلقي
أضواء على الإشكال التاريخي المتعلق بمصير الفلسفة في العالم ذي الغالية المسلمة
بعد كلام أبي حامد الغزالي (ت.505هـ/1111م).
وفعلا،
يكفي أن يكون موفق الدين البغدادي قد عاش جزءا من حياته في القرن السابع الهجري/الثالث
عشر الميلادي، حتى تظهر أهمية نصوصه من جهة التأريخ للفلسفة في العالم المذكور.
فقد ظل الناس لمدة طويلة يرددون حكاية أن الفلسفة قد توقف فيه لتفسح المجال لعصر
الانحطاط، الذي ابتدأ مباشرة بعد تهافت الفلاسفة ومن هنا، فإن نصوص البغدادي
الفلسفية والعلمية هي، في تقديرنا، شهادة صريحة على سقوط تلك الحكاية. والواقع أن
البغدادي قد جمع بين تقدي شاهد لازدهار الفعالية الفلسفية بعد وفاة أبي الوليد ابن
رشد (ت.595هـ/1198م)، خلافا لما تروج له الحكاية المذكورة، وبين تقديم مثال
لفيلسوف خارج عما يعتبر التيار المهيمن في الفلسفة في عصره، أعني تيار السينوية.
لقد قرر البغدادي أن يكتب ضد ابن سينا (ت.427هـ/1037م) والسينوية!
د. نظيرة
فدواش، أستاذة الفلسفة، جامعة
سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
ذ. يونس
أجعون، باحث في الفلسفة، جامعة
سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
د.فؤاد
بن أحمد، أستاذ الفلسفة ومناهج
البحث، مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط.
العنوان
|
الأعمال الفلسفية الكاملة (الجزء الأول)
|
المؤلف
|
موفق الدين
عبد اللطيف البغدادي
|
تحقيق وتقديم وتعليق وفهرسة
|
نظيرة فدواش
يونس أجعون
فؤاد بن أحمد
|
الناشر
|
منشورات
ضفاف ومنشورات الاختلاف ودار الأمان
|
الطبعة
|
الأولى
|
السنة
|
2017
|
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire