تميزت منطقة كاسكونيا الوسطى، الواقعة على هامش مملكة فرنسا الوسيطية، بمؤسسات سياسية واجتماعية خاصة. وهذا الكتاب يتناول ويرصد تلك المؤسسات خلال القرنين الثاني والثالث عشر الميلادين، محاولا بناء تاريخ لاستراقيطية نفس المنطقة خلال نفس الفترة. وابانت الدراسة بعد تمحيص للمصادر المتوفرة المنشورة وغير المنشورة، عن ضعف التأثير الكارولنجي في مؤسسات هذه المنطقة، بدليل توفر الأرستقراطية على رصيد عقاري حر(Alleux) لا يستهان به، جنبها السقوط مبكرا بين مخالب النظام الفيودالي الكاسح، بحيث لم يحصل ذلك إلا فترة متأخرة، وتحديدا في بداية القرن الثالث عشر الميلادي. وهكذا، شكل هذا القرن، فترة تحول سياسي واجتماعي كبير في تاريخ المنطقة. هذا، وبقدر ما صمدت الارستقراطية أمام النظام الفيودالي، بقدر ما تقهقرت املاكها منذ القرن الثاني عشر الميلادي. وزادت تراجعا في القرن الموالي وذلك لعدة أسباب (التخلي عن مراقبة الكنائس وأملاكها، وتوزيع الأملاك بين الفروع، الخ…). وبمضي الوقت، زادت حاجتها إلى المال فلجات إلى الإقتراض. ولما أفلست بعض عناصرها قامت تارة برهن بعض الممتلكات، وتارة أخرى بيع أراضيها إلى بعض البورجوازيين الذين برزوا في المنطقة خلال تلك الحقبة
موقع الجمعية المغربية للبحث التاريخي
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire