لا أخفى مدى السعادة التي غمرتني
بحضور ذلكم اليوم الجميل الذي قضيناه في تالكجونت، البهية بأشجارها الباسقة، والبهجة
بواديها الرقراق وجبلها الشاهق المطل عليها بأنفة وشموخ. وهو اليوم الذي أقيم تكريما
للصديق العزيز
والزميل الفاضل الأستاذ أحمد بزيد الذي أشهد ويشهد الجميع أنه أحد أعلام سوس العالمة،
ممن برزوا في الفكر والأدب والتاريخ والبحث في قضايا هذا الإقليم وأعلامه الأفذاذ.
هذا إضافة إلى ما يمتع به الأخ بزيد من إبداع شعري رصين ومتميز، وإلى ما يتسم به من
خصال إنسانية عالية تنم عن كرم وأنفة مع تواضع جم وتفان خالص فيما ينذر نفسه لتحقيقه.
هكذا عرفته قبل أزيد من أربعة
عقود، وهو ما يزال يختلف إلى فصول كلية الآداب بظهر المهراز في فاس، ويسعى بهمة عالية
إلى دراسة التراث الفكري والأدبي السوسي، راغبا في إظهاره على الصعيد الجامعي، ولاسيما
في تلكم الفترة التي كانت الكلية تجتاز مرحلة التأسيس للبحث العلمي، بما يبذله طلابها
المتألقون من جهود صادقة وبعزائم قوية، وكان في طليعتهم الأستاذ أحمد بزيد.
وإذا كنت في الكلمة التي شاركت
بها في تكريمه قد تحدثت عن علاقتي الوطيدة به، وعن بعض ما قام به وما أنتج وهو ينقب
في ذلكم التراث السوسي الزاخر، فإني لا أملك في هذا التقديم الوجيز إلا أن أهنئه بهذا
التكريم الحافل، داعيا أن يحفظه الله في نفسه وأسرته ممتعا بالصحة والعافية، وأن يمده
بعونه وتوفيقه لمزيد من العطاء، مع الإعراب عن جزيل شكري لمنتدى الأدب والساهرين عليه،
للاهتمام بجمع ما ألقي من عروض وأشعار في حفل التكريم، وإعدادها لتنشر مطبوعة في هذا
السفر الجيل، بتنسيق الأستاذ الفاضل السيد مصطفى بن عمر المسلوتي.
من تقديم الدكتور عباس
الجراري للكتاب
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire